يُعرف التصحّر بأنه العملية التي تؤدي إلى تقليل الإنتاجية البيولوجية في الأراضي الجافة بما في ذلك الأراضي القاحلة أو شبه القاحلة، نتيجة لعوامل طبيعية أو بشرية. يتميز مفهوم التصحّر بتمييزه عن مفهوم التوسع الجغرافي للصحاري القائمة مسبقاً، حيث يُعبّر عن العمليات المُتعددة التي تشكّل تهديداً لنظم البيئة في الأراضي الجافة، وتشمل الصحاري والمراعي والأراضي الزراعية والمستنقعات.
يلقب مصطلح التصحر بالصحاري بأنه عملية تدهور تتسبب في فقدان التنوع البيولوجي والإنتاجية في الأراضي الجافة. وتُعتبر الصحاري مواقع هامة للحياة والبيئات المُعقّدة التي تدعم الكائنات الحية المتنوّعة، ولكن تعرض هذه المناطق للتصحّر يُشكّل تهديداً كبيراً لهذا التنوع واستدامته.
أقرأ أيضا: كشف تسريب المياه
تسبب التصحّر في تدهور البيئات الجافة بشكل عام، مما يؤثر على قدرة هذه الأراضي على توفير الخدمات البيئية والاقتصادية للمجتمعات المعيشية المعتمدة عليها. ومن بين التأثيرات الرئيسية للتصحّر تقليل الغطاء النباتي وتدهور جودة التربة وانخفاض توافر الموارد المائية، مما يزيد من ضعف الحياة النباتية والحيوانية في تلك المناطق.
أسباب التصحر
هناك عدة أسباب تؤدي إلى التصحر، ومن بينها:
- الرعي الجائر: يعد الرعي الجائر للحيوانات من أبرز المشكلات التي تسبب التصحر في العديد من المناطق. فالحيوانات التي تتغذى على النباتات بشكل مفرط في مناطق محددة يمكن أن تؤدي إلى نقص نمو النباتات وصعوبة استعادتها، مما يتسبب في فقدان الأرض لخصوبتها وتحويلها إلى أراضٍ قاحلة.
- إزالة الغابات: يساهم إزالة الغابات في زيادة ظاهرة التصحر، حيث يؤدي ذلك إلى فقدان الغطاء النباتي وتدهور جودة التربة حول المناطق المستنزفة.
- الزراعة غير الفعّالة: يُعَد تجريد التربة من مكوناتها نتيجة للاستخدام غير الفعّال لها من قبل بعض المزارعين من أسباب التصحر في المناطق الزراعية.
- التحضّر وتوسّع الأراضي الحضرية: يؤدي التحضّر وتوسّع الأراضي الحضرية إلى قتل الحياة النباتية وتلويث التربة، مما يسهم في انتشار التصحّر.
أقرأ أيضا: شركة عزل بالرياض
- تغير المناخ: يلعب المناخ دورًا كبيرًا في عملية التصحّر، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة ونقص الأمطار إلى زيادة انتشار التصحّر وتحول بعض المناطق إلى صحاري.
- الاستيلاء على مصادر الطبيعة: عند استغلال الأرض لاستخراج الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نقص الموارد الغذائية والتربة وتغير البيئة، مما يساهم في تفاقم التصحّر.
- الكوارث الطبيعية: يمكن أن تساهم الكوارث الطبيعية مثل الجفاف في تفاقم التصحّر وزيادة تدهور البيئة، وعلى الرغم من عدم قدرة الإنسان على تجنب الأضرار الناتجة عن هذه الكوارث، إلا أنه يمكنه المساهمة في إعادة بناء الأراضي المتضررة بعد انتهاء الكارثة.
مراحل التصحر
يتناول النقاط التالية مراحل التصحر وملامح كل مرحلة:
- التصحر الأولي الخفيف: في هذه المرحلة، تبدأ مؤشرات بسيطة تؤثر سلباً على البيئة بالظهور، مثل انخفاض حجم ونوعية الغطاء النباتي.
- التصحر المتوسط: تُعتبر هذه المرحلة خطرة، وتتطلب بدء التدخل من خلال سياسات تساعد في تجنب تفاقم الوضع، حيث ينخفض الإنتاج النباتي بمقدار الربع بسبب انجراف التربة وتعرية سطحها بفعل الظروف المناخية.
أقرأ أيضا: شركة عزل مائي بجدة
- التصحر الشديد: في هذه المرحلة، تتفاقم مخاطر التصحر وتظهر مظاهرها بوضوح أكبر، مع ارتفاع معدل ملوحة التربة وتعرية سطحها، وينخفض إنتاجها إلى النصف، وتظهر أنواع جديدة من النباتات الضارة.
- التصحر الشديد جداً: هذه آخر مراحل التصحر وأقصى درجات التدهور البيئي، حيث تفقد الأرض قدرتها على الإنتاج بسبب تحولها إلى كثبان رملية أو أراضٍ صخرية خالية تمامًا من النباتات. من الصعب في هذه المرحلة إعادة الأرض إلى سابق عهدها أو استصلاحها نظرًا للتكلفة العالية والصعوبة في التدخل.
